أنثى العنكبوت وحدها هي من تبني البيت.. أكذوبة ليس لها دليل علمي

أنثى العنكبوت وحدها هي من تبني البيت.. أكذوبة ليس لها دليل علمي




كتب
Ahmad Abd El-Monsef

في خطبة الجمعة سمعت من الخطيب معلومة غريبة جدا واكتشفت بعدين إنها منتشرة جدااا، حين تلا قوله تعالى في سورة العنكبوت: «كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا».

ثم قال، انظروا إلى دقة وإعجاز اللفظ القرآني في «اتخذت» .. حيث أن استخدام تاء التأنيث في فعل «اتخذت» هو دليل على أن أنثى العنكبوت وحدها هي من تبني البيت، وليس الذكر، وأن هذا هو ما أثبته العلم الحديث.


الجملة الأخيرة كنت شايفها دائما النسخة المطورة المنمقة من كلمة " بيقولوا " لذلك كل ما أسمع كلمة أثبت العلم الحديث أو الدراسات أو العلماء أشك وأقلق وأجيب أصحابي يشكوا ويقلقوا معايا.

لذلك أول ما رجعت البيت، فتحت كل موسوعات الحشرات في القسم الخاص بالعناكب، وفتحت الكتب العلمية اللي لاقتها pdf وفتحت المواقع العلمية الخاصة بعلم الحشرات والمواقع المتخصصة بالعناكب فقط، وشوفت كل ما ما وجدت من أفلام وثائقية لناشونال جيوغرافيك عن العناكب، ولم أكتفِ بذلك بل فتحت موقع askabiologist اللي أقدر من خلاله أسأل متخصص في علم البيولوجي، فلاقيت أحدهم سأل قبلي وتم الإجابة عليه.

مبدئيا العنكبوت مينفعش علميا نقول عليه حشرة لأن الحشرات لها خواص معينة من أرجل وأجنحة لذلك هي فصيلة لوحدها، المهم هناك ما لا يقل عن 35 ألف نوع من العناكب اللي اكتُشفوا حتى الآن فقط، كلها تفرز السلك ذكورًا أو إناثًا سواء استطاعت تبني به شبكة أو لم تستطع، وفي أنواع تبني شبكتها وتبقى فيها لاصطياد فريستها، وأنواع أخرى تُفضل الصيد بغزل شبكة صغيرة واصطياد الفريسة بها.

ومعظم أنواع العناكب تعيش منفردة في بيتها، ولذلك فالذكر يغزل بيته والأنثى بردو. وفي بعض الأنواع يغزل الذكر بيته فقط في سن مبكرة جدا، ثم يتوقف ويفضل التجول والاصطياد والبحث عن أنثى للتزواج. بينما تفضل الأنثى البقاء في بيتها مدة أطول واصطياد من يمر.

ولا يلتقي الذكر بالأنثى إلا عند عملية التزاوج فقط، فيحدث التزاوج في شبكة الأنثى للحظات معدودة، وفي بعض الأنواع الذكر لازم يهرب فورًا وينفد بجلده بعد التزاوج وإلا ستلتهمه الأنثى، لأن حجم الأنثى أضعاف حجم الذكر.

فعلم العناكب ده كبير جدًا ومتشعب جدًا ليس بهذا الإطلاق الغريب بل محدد للغاية، فـ أنواع العناكب مختلفة ومتنوعة وكل نوع له خواص مختلفة، والشبكة العنكبوتية دي نفسها أنواع كتيـر وليها وظائف مختلفة واستراتيجيات مختلفة في البناء بردو.

فالخلاصة إني لم أجد أي سند علمي أو إشارة من قريب أو بعيد أن الأنثى فقط هي من تبني البيت كما ذكر الخطيب فالذكر له بيته وكذلك الأنثى.

إذن لماذا قال الله «اتخذت»؟

لأن كلمة العنكبوت في لسان العرب هي اسم يدل على النوع، وهي مؤنثة لغويا ولكنها لا تدل على التأنيث البيولوجي (ذكر أو أنثى).

يعني مثلًا: كلمة “النحل” مؤنثة لغويا، لكنها تعني ذكور النحل والإناث.

يقول تعالى: «وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتًا».

فـ هل هذا خطاب من الله لإناث النحل فقط، أم لنوع النحل كله ذكورًا وإناثًا؟

فبالتالي: كلمة العنكبوت في اللغة العربية هي كلمة مؤنثة لغويًا، لكنها لا تدل على ذكر ولا على أنثى من الناحية البيولوجية. بل على العنكبوت كنوع!

خد الأهم بقى

الذكر من العنكبوت: عنكب

والأنثى من العنكبوت: عنكبة

وذلك كما جاء في لسان العرب وما وجدت في المعاجم العربية.

فلو صدقت بكلام الخطيب، الذي لا سند علميا له أصلًا، فإننا نقرر أن القرآن قد أخطأ لغويا، لأنه إن أراد الله أن يتحدث عن أنثى العنكبوت، فكان عليه أن يقول: كمثل العنكبة اتخذت بيتًا. لأن العنكبة هي الأنثى، وحاشاه سبحانه وتعالى عن الخطأ علوا كبيرا.

بغض النظر عن مشهد العنكبوت العملاق من فيلم مملكة الخواتم اللي استوطن خيالي ليومين ولكني أعلم علم اليقين أنني لو كنت صادفت تلك المعلومة منذ سنوات مضت لم أكن لأتبين من صحتها كما أمرني الله مادامت توافق هواي ومعتقدي، وللأسف المعلومة المغلوطة دي لما بحثت عنها عشان أعرف الشيخ جابها منين لاقيت آلاف المقالات التي كُتبت عنها في المواقع والمنتديات وأولهم ويكبيديا -لأن أي حد بيكتب فيها- فضلا عن فيديوهات الشيوخ والدعاة اللي رددوها.

لذا فـ كلامي هذا ليس له علاقة بموضوع الإعجاز العلمي في القرآن، وليس بهدف الخوض في هذا الجدال الأزلي بين العلم والدين، ولكنه فقط دعوة للعمل بما أمرنا الله به وهو أن نتجرد من هوى النفس ونتبين من صحة ما نصادفه من معلومات كل يوم. 

القرآن عظيم شأنه مُعجز في ذاته؛ فلا داعي لتلك المعلومات المغلوطة التي ننسبها -ولو بحسن نية لا تسوغ الفعل- لكلام الله عز وجل فهي تضر ولا تنفع، حتى لا نندرج تحت قوله تعالى: 

«قل هل ننبئكم بالأخسرِين أعمالًا الذين ضل سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا».

المصادر

http://bit.ly/2l6VHEK


إرسال تعليق

0 تعليقات