من المعروف أن تعبيرات الوجه ( كالتعبير عن الاندهاش أو الغضب ونحو ذلك ) تتغير طوال الوقت فأثناء الحوار تتغير تعبيرات الوجه وزاوية ميل الرأس كما يتغير المظهر الخارجي بمرور الوقت إذا فقد الشخص بعض الوزن أو أطلق لحيته أو قام بتغيير قصة شعره . وطبقاً لدراسة قام بها بعض الباحثين مؤخراً فإنه إذا كنت تعرف شخصاً ما فيمكنك التعرف عليه بالرغم من تلك التغيرات ،
أما إذا كان الوجه غير مألوف لك فهناك صعوبة طبقاً لتلك الدراسة في التعرف علي صورتين بهما تعبيرات مختلفة لذلك الوجه . وتظل آلية عمل نظام الرؤية لدينا وقدرته علي التغلب علي التغيرات التي تطرأ علي ملامح الوجه والتعرف علي الأشخاص غير معروفة .
ولذلك قام فريق من الباحثين بجامعة بريستول (Bristol) بإجراء دراسة حيث يقوم المشاركون في الدراسة بالتعرف علي هويات اثنين من الممثلين من خلال صورتين لوجه كل منهما قد التقطت من بعض الأفلام التي قاما بتمثيلها .
وقد تم تقسيم المشاركين إلي مجموعتين (تعبيرية) وأخري (محايدة) حيث عرض علي المجموعة التعبيرية وجوه غير مألوفة كان لها تعبيرات وجه واضحة في حين تم عرض وجوه غير مألوفة ذات تعبيرات وجه غير واضحة علي أفراد المجموعة الأخري ، حيث تتيح تلك الفترة التدريبة للمشاركين التعرف علي وجوه وهويات أشخاص غير معروفين .
وأظهرت الدراسة أن أفراد المجموعة التعبيرية أبطء وأكثر ارتكاباً للأخطاء من أفراد المجموعة المحايدة في التعرف علي هوية الأشخاص .
وعلي العكس فعندما عرضت علي جميع المشاركين صوراً جديدة لبعض الممثلين حيث تحمل تلك الصور تعبيرات وجه متنوعة أبدي أفراد المجموعة المحايدة استجابة أبطء ونتائج أقل دقة فيما يخص الصور التي بها تعبيرات وجه أكثر وضوحاً مقارنة بتلك التي تحمل تعبيرات أقل وضوحاً .
واستنتج الباحثون أن تعبيرات الوجه يمكن أن تشوش علي عملية التعرف علي هوية الشخص ، كما أكد فريق البحث أن تعابير الوجه مهمة في عملية توضيح هويته .
وقالت أنابيلا ريدفيرن( Annabelle Redfern) رئيس فريق البحث بجامعة بريستول : لقد كان منهجنا في إجراء الدراسة هو استخدام مئات الصور لبعض الوجوه مأخوذة من بعض الأفلام مما يعني أن تلك الصور تمثل في تلك التجارب أنواع الصور التي نراها يومياً .
وأضافت : لقد قمنا بقياس ردود أفعال الأشخاص ودقة تعرفهم علي الوجوه غير المألوفة بالإضافة إلي قياس كيفية الاختلاف عندما تكون الوجوه مفعمة بالتعبيرات مقارنة بالوجوه التي لا تحمل أية تعبيرات .
وأردفت قائلة : تشير الاختلافات التي وقفنا عليها إلي أن المخ يتعامل مع تعابير الوجه وهوية الوجه بطريقة غير منفصلة وأننا نقوم بتخزين تعابير وجه الأشخاص مع شكل الوجه في ذاكرتنا لفترة طويلة ."
كتب
جهاد الزيادي
0 تعليقات