حالات الفوبيا المهاجرة
قد لاحظ الكثير من الأطباء البشريين، الأطباء النفسانيين، واختصاصيو العلاح النفسي وكتبوا حول ظاهرة الفوبيا المجنونة التي تهاجر من بند أو عضو خاضع للاستحواذ الفوبي إلى آخر. في حالة وسواس المرضى، قد تقدم فوبيا الشخص نفسها في البداية كقلق مستمر حول احد اعضاء الجسم .
دعنا نقول القلب مثلا. يقيس Alvin نبضاته ما بين 20 إلى 30 مرة في اليوم لكي يتاكد انه في الحدود الطبيعية بالنسبة لسنه ومستوى نشاطه (كما وصفتها له مواقع الإنترنت بالطبع)
انه يستدعي طبيبه باستمرار ليحكي له مبالغات في مقاييس ضربات قلبه، وجفاف حلقه وتنميل أطرافه. على الرغم من أن طبيب Alvin يكتشف في ان أعراض قلبه، كما يرويها مكانها في راس Alvin اكثر من صورة، فإنه يضعه تحت بطارية من الفحوص والقياسات.
بعد شهر من الاختبارات وآلاف عديدة من الدولارات في شكل أتعاب، يستنتج Alvin أن قلبه ليس به ما يخيفه مطلقاً، وان معظم الناس تتعرض إلى تسارع ضربات قلبها من وقت الى آخر.
يشكر Alvin طبيبه على انه ساعده مهنياً من التخلصن من مخاوف قلبه.
بعد مضي ثلاثة أشهر، عاد Alvin إلى طبيبه بمخاوف جديدة، مركزا هذه المرة على كليتيه. لقد شاهد على شاشة التليفزيون برنامجاً حول الفشل الكلوي، وزرع كلية مكان الكلية المريضة. أخبر Alvin طبيبه بان الامه المتكررة في ظهره تشير بوضوح الى حالة فشل كلوي. لقد كان يشرب 12 كوباً من الماء يوميا، ويتناول اقراصاً من متجر للمواد الغذانية الصحية في محاولة لتنقية كليتيه، ويمنع ترسيب الحصوات.
مرة اخرى تعاون طبيبه واخضعه إلى بطارية من الاختبارات لاستبعاد اي أشكال او احتمالات في كليتي Alvin. مرة اخرى تاكد Alvin من المستوى العام لصحته الجيدة، وبصفة حاصه من صحن كليتيه.
لم يمض غير اسابيع قليلة حتى عاد Alvin الى عيادة طبيبه بشكوى من تصلب عضلاته كل صباح، وخاصة عندما يرفع ذراعيه إلى مستوى كتفه. عملية العرض على الأطباء للحصول على شهادة بخلو المريض من مرض ما بعد اخر وخاصة مع الأفراد ذوي الفوبيا المهاجرة عملية مكلفة لا تنتهي، وغير منتجة.
الأفراد النين يريدون احد المخاوف المهيمنة او أكثر سوف يجدونها رغم كل البراهين الطبية التي تثبت عكس ذلك. مع مساعدة طبيبه وجلسات المتابعة مع اختصاصي العلاج النفسي، كان Alvin قادرا في النهاية ان يقيم بطريقة الى حدما موضوعية حاجته الواضحة إلى حالات من الفوبيا من نوع ما او آخر. فقط عند تناول هذه الحاجة النفسية الأساسية، استطاع Alvin ان يحرر نفسه من عضو بعد عضو، ومرض بعد مرض في سلسلة من المخاوف الضأغطة
الحاجة الى الفوبيا
كما قد راينا، يمكن أن تنبثق الحاجة إلى حالات الفوبيا من محاولات الفرد لأن يكون حاضعاً اكثر للتعاطف الاجتماعي نتيجة رغبته أو رغبتها الراسخة للهروب من تجارب معينة في الحياة، ومن الرغبة — بوعي او بدون وعي - للحصول على ادرينالين الحياة بتكرار بنائه المخاوف قالباً فوق قالب.
قد تحولت حياة Alvin إلى معارك يحاربها، واسرار يفك رموزها وتحديات يواجهها. قد اعطت حالة قلق الصحة في شكل الفوبيا افراد Alvin الحاجة إلى (أطباء، ممرضات، فني تحاليل) واشياء عميقة تتعلق بالحياة والموت (الخاصة به) ليفكر فيها. يستطيع الأن ان يقرا كتاب Thomas Mann، والذي ترجمة عنوانه ”الجبل السحري’' ويشعر بكم هانل من التعاطف مع بطل الرواية والمناصر للقضايا التي يتصدى لها، الذي يختار تدريجياً الأمراض كأسلوب حياة وليعيش خطوة بخطوة مع اولئك المحيطين به٠
تحرير Alvin من وسواسه المرضي سوف يثبت بصورة متزايدة انها عملية صعبة طالما تلازمه هذه الوساوس، بل وتصبح سببا في وجوده اصلا. ببساطة تخليصه من الحساسية المفرطة نحو ضربات قلبه سوف يترك لديه فراغاً نفسياً، والذي سوف يملأة بسرعة بحالات قلق فوبيا اعضاء اخرى او امراض مختلفة.
للتحرك فيما وراء حالات فوبيا الوساوس، سوف يكون على Alvin ان يكتشف فكرة صحية اخرى ودافع لحياتة. اختصارا، سوف يحاول ان يغير الشئ الذي يوفر له المرح العميق مقابل الأشياء التي تثير لديه الآن مخاوف عميقة.
عادة هذه العملية تقع فيما وراء علاقة الطبيب بالمريض الأساسية. إنها سوف تتضمن التزام Alvin بان يخرج المخاوف التي يختارها لنفسه إلى دانرة البهجة والمرح التي تفتقر إليها حياته.
عندما يراجع Alvin سنوات حياته العديدة الماضية مع الفوبيا الصحية، يلاحظ فترة من ثلاثة أشهر حيث كان متحررا نسبياً من الخوف عندما انزلقت قدمه في طريق ثلجي جانبي وكثر ذراعه. خلال هذه الفترة، كان عليه ان يصور ذراعه بآشعة X ثم يوضع ذراعه في الجبس، وخلال فترة ربط ذراعه عاش القليل من اعرض الفوبيا. بعد ذلك، كان لديه ذراعه ليفكر حوله. لقد أعطاه سببا منتظماً لفحصه مع طبيبه وليثبت له انه موضوع مناسب جداً للمحادثة مع اصدقانه ومعارفه، وبدأت القلاقل تتلاشى.
التحقق من انه يستطيع ان يضع معاناته من الفوبيا جانباً، ويهتم بحاجة اخرى اكثر ضغطاً واحاسيساً، اعطى Alvin حالات بصيرة مهمة قادته إلى الشفاء النهائي. لقد وضع لنفسه قانمة بالأنشطة التي يتمتع بها بإخلاص (في مقابل الأنشطة التي من المفترض ان يتمتع بها). من هذه القانمة، وضع خمسة انشطة باعتبارها الأولويات والتي سوف يعطيها ذهنه وقلبه على مدى ثلاثة اشهر. وقرر أنه لا يدع حالات الفوبيا تاخذه بعيدا عن هده الأنشطة. كان يريد أن يكتشف إذا ما كان سعيه إلى المرح والبهجة يمكن ان يحل محل حاجته إلى المخاوف الظاهرة، والتي لم يعترف بها طويلا، على ان يكون هذا الاختبار مرة واحدة والى الأبد.
كانت قانمة Alvin على درجة عالية من التنوع: ينتهي من حديقة ورود الأوركيد في فناء بيته، يذهب في رحلة بحرية إلى الاسكا، يوطد علاقاته مع بنات اخواته اللاتي يحبهن بشغف، وان ينقص وزنه 15 رطلا. اخبر Alvin طبيبه بان اي بند من هذه البنود سوف يوفر له احساسا عميقاً بالرضا.
كانت قانمة Alvin على درجة عالية من التنوع: ينتهي من حديقة ورود الأوركيد في فناء بيته، يذهب في رحلة بحرية إلى الاسكا، يوطد علاقاته مع بنات اخواته اللاتي يحبهن بشغف، وان ينقص وزنه 15 رطلا. اخبر Alvin طبيبه بان اي بند من هذه البنود سوف يوفر له احساسا عميقاً بالرضا.
لقد اكتشف Alvin طريقه الذاتي إلى الشفاء من الوساوس وحالات الفوبيا، وإلى التحقق (والممارسة) من البصيرة النفاذة والتي عندما نكون شغوفين لفعل شئ ما، لا ندع الكثير ليجرنا الى الوراء، ونذهب برغبة وعزيمة قوية مع البهجة والمتعة في الحياة.

0 تعليقات